فى الجزء الأول من اللقاء تحدث رئيس الجامعة معالي الأستاذ الدكتور/محمد الشحات الجندى عن نموذج رجل الأعمال فى الإسلام
استعرض فيه الدور الهام لرجال الأعمال من منطلق اهتمام الإسلام بالعمل والتعمير بنصوص صريحة وعديدة فى الأمر به وأنه محل رعاية الذات الإلهية ورسول الإنسانية والمؤمنون ، ولعل فى حديث الرسول صلوات الله عليه :» إذا قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة — نبتة صغيرة — فليغرسها فله بذلك اجر» مما يشهد بقيمة العمل ودوره فى تحقيق التنمية وقوة الدول . الأمر الذى يجعل رجال الأعمال فى مقدمة القائمين على أمر التنمية فى المجالات المختلفة فى التجارة والصناعة والزراعة ، وأنهم يقودون ركب التنمية فى ظل ميثاق الأخلاق مما علمنا إياه الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم-، فقد عمل بالتجارة قبل البعثة فى قافلة التجارة من مكة إلى الشام وكان مثالا يحتذى كما أخبر مساعده فى الرحلة ميسرة .
وهو نموذج قدمه لرجال الأعمال فى التحلى بالصدق والأمانة والكفاءة والإخلاص فى أداء العمل . بل وجدنا الرسول -صلى الله عليه وسلم-يتشارك فى العمل مع اليهود مناصفة ، مما يكشف عن أن هذا العمل التنموى مشروع وواجب فهو من قبيل التعاون على البر والتقوى .
وعلى هدى هذه الخطى سار كبار الصحابة أبو بكر وعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وغيرهم فقد كانوا رجال أعمال ناجحون، حققوا الثروة وأسهموا بأموالهم فى نصرة الإسلام ، متحرين للحلال فى كل معاملاتهم انتاجا وتوزيعا .
وقد شارك فى العمل التنموى نساء ثقات عن خبرة وكفاءة كالسيدة خديجة أم المؤمنين ، وتعتبر بعملها هذا أول سيدة أعمال فى العصر الإسلامى التزاما بالجدية والشرف والأمانة وتحمل المسئولية . وإلى جانب ذلك فإن رجال الأعمال مطالبون بأداء حق الله فى الزكاة وحق المجتمع فى نهضة التعليم والصحة والبنية التحتية للمجتمع كله
وبخصوص التعليم فإنه قاطرة التقدم فطلبه فريضة على كل مسلم ومسلمة
حتى قال ابن عابدين الفقيه الحنفى : يجب على الأفراد وولى الأمر ، ويجبر من يمتنع عن ذلك .
وقال كذلك : يجب تخصيص جزء من موارد الدولة للصرف على العلم والعلماء
وهو الأمر الذى تسير على هديه الدول المعاصرة .
سنستكمل غدا الحلقة الثالثة بمشيئة الله.
